ناغا بانشامي .. الثعابين من أجل اللآلهة

يحملون الثعابين السامة، يسيرون بها في الطرقات ويدخلون بها الى معابدهم، يقدمون لها الحليب والحلوى ثم يغتسلون معها في مياه النهر، ولا غرض لهم سوى التقرب للآلهة الهندوسية على حد قولهم. إنه مهرجان "ناغا بانشامي"، الثعابين من أجل الآلهة. بالرغم من أن صيد الثعابين في الهند غير قانوني، إلا أن سكان ولاية "بيهار" لا يردعهم ذلك، بل يخططون ولأسابيع من أجل صيد هذه الثعابين، فهم يجمعونها قبيل المهرجان الطقوسي في شهر شرافانا من كل عام، ففي اليوم الخامس من هذا الشهر الهندوسي القمري الذي يحل عادة بين شهري يوليو وأغسطس وهو الشهر المخصص لتكريم واحدة من أكبر آلهة الهندوس وتسمى "شيفا". شيفا هي إلهة الدمار والظلام المسؤولة عن دمار الكون بحسب معتقدهم، في تلك الفترة من كل عام يتوقف الناس عن حراثة الأرض خشية مضايقة الأفاعي، ثم يمسكونها ويسيرون بها في الهواء الطلق وهم صائمون، بل ويضعونها على أجسامهم معتقدين أن لها قدسية خاصة، فهم يتبركون بالتفافها عليهم لكونها تطرد الكارما الشريرة كما يقولون، لكن بعد الانتهاء من المراسم وإلقاء الترنيمة التقليدية تُطلق الثعابين مرة أخرى الى الغابة. آلاف المتعبدين الهندوس بمهرجان الثعابين البرية يتوجهون صباحاً الى معابدهم، في البداية يشترون الزهور والماء والحليب، فسكب الحليب على أحد الثعابين هو الرمز الطقوسي الأقوى عندهم، فحسب اعتقادهم سكب الحليب على إلهة الدمار يجدد قوى المعتقد الهندوسي من كل عام ويحمي الإلهة شيفا والثعبان أو ثعبان الكوبرا بالتحديد فيه صفات خارقة من أجل حماية الآلهة عندهم. الغريب أن أغلب المتعبدين يأتون هناك من أجل طلب البركة في حياتهم، بل يطلب البعض من الثعبان أن يتوسط لهم عند الإلهة شيفا بزواج أو مال أو حتى حماية أهل القرى من لدغات تلك الثعابين السامة والقاتلة، فالأفاعي تمثل عندهم اللانهاية والرغبة والطاقة والحكمة والثراء. مهرجان "ناغا بانشامي" له رمزية خاصة عند هؤلاء فعلى الأقل وبحسب وصفهم إنه يزرع فيهم عدم الخوف من الموت.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة